الكنيسة
كلمة الكنيسة تشتمل في الكتاب المقدّس على ثلاث معانٍ : إما مبنى الكنيسة أو مكانها، أو جماعة المؤمنين، أو الإكليروس
وقد تعبر في بعض الأوقات عن معنيّين أو ثلاثة من هذه المعاني
١ - الكنيسة بمعنى المبني أو المكان
وفي هذا المعنى قيل في سفر أعمال الرسل "وأما الكنائس … فكان لها سلام، وكانت تبني وتسير في خوف الرب، وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع ٩: ٣١)
وهنا عبارة "كانت تبني" تعنى المباني بلا شك.وعبارة "كانت تتكاثر" قد تعنى مباني الكنائس أو جماعات المؤمنين
أما عبارات "كان لها سلام" و "تسير في خوف الله"، فلا شك أنها تعنى جماعات المؤمنين
وأيضًا يقصد المبني في الآيات التي تقول: "حين تجتمعون في الكنيسة" (١ كو ١١: ١٧)، فليس من المعقول أنهم يجتمعون في جماعة المؤمنين
بل يجتمعون في مكان أي المبنى
وكذلك قيل عن برنابا وشاول "فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة.." (أع ١١: ٢٦)
وأيضًا قول بولس الرسول "كما أعلم في كل مكان في كل كنيسة" (١ كو ٤: ١٧)
وقوله أيضًا "لكن في كنيسة
أريد أن أتكلم خمس كلمات بذهني لكي أعلى آخرين أيضًا، أكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان" (١ كو ١٤: ١٩)
٢ - أما الكنيسة بمعنى جماعة المؤمنين
فمن أمثلتها "كان الرب كل يوم يضم إلى كنيسة الذين يخلصون" (أع ٢: ٤٧)
أي يضم إلى جماعة المؤمنين
وأيضًا قول الرب "على هذه الصخرة أبني كنيستي "أي المؤمنين بي.وكذلك عبارة "حدث اضطهاد عظيم على الكنيسة.." (أع ٨: ١)
أي حدث اضطهاد على المؤمنين، وليس المقصود اضطهاد على المبني
وبنفس المعنى قيل عن القديس الرسول أثناء سجنه "وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله" (أع ١٢ : ٥)
فالصلاة تصدر من جماعة المؤمنين وليس من المبني
كذلك قيل عن القديسين برنابا وبولس أنهما "جمعا الكنيسة، أخبرا بكل ما صنع الله معهما" (أع ١٤: ٢٧)
والمقصود طبعًا أنهما" جمعا المؤمنين وليس المباني!!وبنفس المعنى كلما ترد عبارة "سلموا على الكنيسة" المقصود بها جماعة المؤمنين.كما ورد في (رو ١٦: ٥)، (أع ١٧: ٢٢).
كذلك كلما وردت عبارة (الكنيسة جسد المسيح) يكون معناها هو جماعة المؤمنين
مثل " وهو رأس الجسد: الكنيسة"(كو ١: ١٨) "وهو- أي المسيح- رأس الكنيسة
وأيضًا " وأكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده، الذي هو الكنيسة" (كو ١: ٢٤)، "المسيح أيضًا رأس الكنيسة" (أف ٥: ٢٣)،
"كما تخضع الكنيسة للمسيح" (أف ٥: ٢٤).. كلها بمعنى جماعة المؤمنين
أما ملائكة الكنائس السبع التي في آسيا.فقد تعنى المؤمنين، كما تعنى المكان أيضًا
٣ أما الكنيسة بمعنى رجال الكهنوت -
فمن أمثلتها قول السيّد الربّ عن الخصومات "وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وإن لم يسمع من الكنيسة، فليكن عندك كالوثني والعشار" (مت ١٨: ١٦)
فليس من المعقول أن يجمع الإنسان كل جماعة المؤمنين ليشكوا لهم، وقد يكونون بالمئات أو الآلاف
إنما يشكو إلى الكنيسة بمعني الرئاسة الدينية
( قداسة البابا شنودة الثالث)
خادمة الربّ ن. غ