إنّها المحبّة! كلّ شيء يكمُن فيها

23/04/2024

هذا التأمُّل كتبه القدِّيس رافاييل أرنيز بارون (١٩١١-١٩٣٨)، راهب إسبانيّ من رهبان الترابيست


يُعتبَر من كبار متصوِّفي القرن العشرين
 

تُعيِّد له الكنيسة في ٢٦ نيسان، يوم ولادتهِ في السّماء



مَن أرادَ أن يَتبَعَني، فَليَزهَد في نَفسِهِ وَيَحمِل صَليبَهُ وَيَتبَعني

(مرقس ٨: ٣٤)



كم نعيش بسلامٍ في قلب الرّب يسوع المسيح


مَن يمكنه أن يتذمَّر من الألم؟


وحده الأحمق الذي لا يكرّم آلام الرّب يسوع المسيح، وصليبه، وقلبه، مَن سوف يغرق في آلامه… آه كم نعيش بسلامٍ بجانب صليب الرّب يسوع


يا ربّي يسوع المسيح…، أظْهِر لي هذه المعرفة التي تكمُن في احتمالِ الاحتقار، والشتائم، والإهانات؛ علِّمني أن أتألّم بفَرحِ القدّيسين المتواضع وبدون تذمّر


علِّمني أن أكون لطيفًا مع مَن لا يحبّني أو مَن يبغضني؛ أظْهِر لي هذه المعرفة التي أظهرتَها بنفسِكَ إلى العالم أجمع على الصليب


إنّي أعرفُ أنّ هناك صوتٌ داخليّ، عذبٌ جدًّا، يفسّر لي كلّ شيء وأشعرُ في نفسي بشيءٍ يأتي منكَ، لكنّي لا أستطيع تحديده، يكشف لي العديد من الأسرار التي لا يمكن للإنسان فهمها


أنا، يا ربّي، أفهم كلّ شيء على طريقتي: إنّها المحبّة


كلّ شيء يكمن فيها


أرى ذلك، يا ربّي؛ لستُ بحاجةٍ إلى شيءٍ بعد الآن


! إنّها المحبّة


مَن يستطيع تفسير محبّة الرّب يسوع المسيح؟ لِيَكُفَّ الناس وكلّ المخلوقات عن الكلام؛ لِنَكُفَّ كلّنا عن الكلام كي نسمع همسات المحبّة في الصمت، المحبّة المتواضعة، المحبّة الصبورة، المحبّة الكبيرة اللّامتناهية التي يقدّمها لنا الرّب يسوع المسيح، وهو مسمّر على الصليب وفاتحًا ذراعَيه


.العالم الجاهل لا يستمع إليها