صلاة إلى الورديَّة كتبها طوباويّ كان مُلحداً

16/04/2024

هذه الصلاة كتبها الطوباوي بارتولو لونغو، رسول الورديَّة، وشفيع الَّذين يمرّون بالإحباط واليأس
 

أيّتُها الورديّة الّتي باركَتْها مريم، أيّتُها السّلسلة العذبة الّتي تَصِلُنا باللّه، يا رباط الحُبِّ الّذي يُوحِّدُنا بالملائكة، يا بُرجَ الحِكمة تجاهَ هجماتِ الجحيم، يا ميناءَ الطمأنينة في الغرق العام، لن نَترُكَكَ أبدًا


سوفَ تكونين عزاءَنا في ساعةِ النّزاع


لكِ آخرُ قبلة في الحياة الّتي تَنطفىء

وآخر لفظة على شفاهِنا يكون اِسمُكِ العذب، يا ملكة الورديّة يا أمَّنا الأعزّ، يا ملجأ الخطأة، يا معزِّيةَ الحزانى العظيمة


تباركْتِ في كلِّ مكان، اليوم ودائمًا، على الأرضِ وفي السّماء. آمــــــــــــين






هل تعلم من هو الطوباوي بارتولو لونغو؟


وُلِدَ في ١٠ شباط ١٨٤١


كان محامياً إيطاليًّا، درس المحاماة في مدينة نابولي


أصبح ملحداً في عمر الشباب بعد إنجرافه في تيّارات فلسفيّة عدّة شتّتت إيمانه المسيحيّ، لا بل فقد إنجرف تماماً وإنضمّ إلى حركة شيطانيَّة تمارس طقوس روحيَّة، وأعلن نفسه كاهناً للشيطان حوالي سنة ١٨٦٠


بعد عدَّة سنوات، أصبحت حياة بارتولو مليئة بالإحباط، والغضب الدائم والضياع


وبعد إستسلامه لليأس الكامل، عاد إلى بلدته الأمّ، في لاتيانو، حيث ساعده صديق له إسمه فينشنزو بيبي، طالباً منه أن يترك الأمور الشيطانيَّة، وعرَّفه على كاهن من الرهبنة الدومينيكيَّة، الأب ألبيرتو رادينتي، الَّذي عرَّفه على صلاة المسبحة الورديَّة


وفي ٧ تشرين الأوَّل ١٨٧١، إنضمَّ بارتولو إلى الرهبنة الثالثة للعلمانيّين التابعة للدومينيكان، وإتَّخذ إسم "روزاريو" الَّذي معناه : الورديَّة

كما تعرّف على عدد من الرهبان الفرانسيسكان وعمل معهم على خدمة الفقراء


إنتقل للعيش في مدينة بومباي، وكتب هناك مذكَّراته وما عاشه في فترة اليأس والإحباط، وكيف أنَّ مسبحة الورديَّة ساعدته على تخطّي أفكار الإنتحار


عمل هناك على نشر صلاة مسبحة الورديَّة المُقدَّسة



في تشرين الأوَّل ١٨٧٣، أسَّس أخويَّة الورديَّة المُقدَّسة، وبدأ بإعادة إعمار كنيسة مُهدَّمة


سنة ١٨٧٥، حصل على هديَّة لصورة سيِّدة الورديَّة المُقدَّسة مع القدِّيس دومينيك عبد الأحد والقدِّيسة كاترينا السيانيَّة، من إحدى الراهبات


عمل على ترميم الصورة لأنَّها كانت بحالة سيِّئة، ووضعها في الكنيسة الَّتي قام بترميمها


بدأت الأعاجيب بشفاعة سيِّدة الورديَّة المُقدَّسة


فشجَّعه أسقف نولا للعمل على بناء كنيسة أكبر، الَّتي تمَّ تدشينها في أيَّار سنة ١٨٩١


هذه الكنيسة بالذات أصبحت اليوم بازيليك سيِّدة الورديَّة المُقدَّسة في مدينة بومباي


ظلَّ بارتولو يعمل على نشر صلاة الورديَّة حتَّى النفس الأخير


تُوفِّيَ في ٥ تشرين الأوَّل ١٩٢٦، عن عمر ٨٥ سنة


أعلنه البابا القدِّيس يوحنَّا بولس الثاني طوباويًّا في ٢٦ تشرين الأوَّل ١٩٨٠، وأطلق عليه لقب "رسول الورديَّة"، وذكره في الإرشاد الرسولي الخاص بالورديَّة المُقدَّسة