يا ربّ (الجزء الحادي عشر)

لقد قمتُ بتحديد موعداً مقدّساً للقاءاً مقدّساً مع اللص اليمين معلَّقاً على الصليب هنا على الأرض في ساعته الأخيرة لتخلّصه فيلتقي معك في السماء وقد خلص يا سيّدي

وكما أيضاً تلاقيت مع شاول الطرسوسي مضطهد المسيحيّين ليتحوّل إلى الكارز بولس الرسول وكذلك مع السامريّة والمرأة الخاطئة فأنت يا سيّدي تريد أن الجميع يخلصون

ما ذنبي أنا يا ربّ لعدم دعوتك لي؟

هل بسبب شخصيّتي الَّتي لا تصلح للعمل بسبب نقائضاً أو أخطاءً ولِمَ لم تتَّخذني رسولاً أو نبيًّا وهل أنّ النور أضاء في ظلمتي والظلمة لم تدركه؟

يا ربّ أنا أعلم أنَّك أنت الَّذي يبادر باللقاء من أجل محبَّتك لأولادك وها أنا الآن واقفاً أمامك أحدّثك بكلّ أمانة وأطلب منك أن تدعوني وتعدني للخدمة وأرسلني فألبِْي دعوتك لكي أكون إبنـاً لك مقدَّساً مبنيًّا كحجراً حيًّا بيتاً روحيًّا مختاراً

سوف لا أطلب من العالم ولا من الناس ولا من قدراتي وذكائي

سوف أطلب منك أنت فقط يا إلهي القدّوس ولن آخذ إلَّا منك أنت لأنَّك أنت الَّذي قلتَ لي : إسألوا تعطوا أطلبوا تجدوا إقرعوا يُفتح لكم ولماذا أنا تائهاً

كم من المرَّات صرختُ إليكَ يا ربّي قائلاً لك إنَّني أتلمس إرادتك ولكنِّي لا أعرفها جملةً أو تفصيلاً

فلتعرِّفني يا ربّ الطريق الَّذي أسلك فيه

ساعدني يا ربّ أن أركِّز في الأمور الَّتي تقودني إلى الملكوت وأن لا أنشغل أو أتعلّق بالأمور العالميّة وأن لا أعرج بين الفرقتين وأتوه بين هنا وهناك

حرِّرني يا ربّ من الداخل وأسلك في عمق الرُّوح حتّى يصل قلبي إلى قلبك وتغسلني فأبيضَّ أكثر من الثلج بقلباً جديداً متحرِّراً من كلِّ العادات والرَّغبات الخاطئة

قلباً نقيًّا أخلق فِيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدِّده في أحشائي لأرتفع فوق العالم وأعيش في سمائك يا قدّوس

أنر عقلي يا ربّي لأذوق كلمة الله الصالحة وقوَّات الدهر الآتي وأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فِيَّ

لأنَّك أنت هو القيامة والحياة

أنت تعرف يا ربّ كلّ شيء عنِّي

تعرفُ ضعفي وهزيمتي

وكما تعرف أنِّي لا أملك إرادة ولا قوّة ولا عزيمة بل أحياناً لا أملك مجرَّد الرغبة في التوبة ولا أعرف أن أحارب ولا أصمد على تجارب ومحاربات الشَّياطين

خلِّصني يا سيِّدي كما خلَّصتَ كثيرين لا قدرة لهم على عمل شيء

كمريض بيت حسدا إنتشلني يا إلهي القدُّوس كشعلة من النار وألبسني ثياباً مزخرفة

يا ربّ يا إلهي يا سيّدي يا معلّمي يا قائدي ومرشدي

أريد أن أسمع صوتك منادياً لي فأسمعك ملبِّياً لنداءك يا سيِّدي وإفتقدني بنعمتك يا قدّوس

لتصنع منِّي كارزاً للعالم بأسره

قُدْ سفينة حياتي يا ربِّي حتّى ترسوا و تصل إلى الملكوت

خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ