يا ربّ (الجزء الخامس عشر)

ماذا تريد منّي يا ربّ بعد أن خلقتني على صورتك ومثالك واعطيتني كلّ السبل لكي أعرفك المعرفه الحق وطلبت منّي أن أكون سفيراً لك هنا على هذه الأرض وأعمالي تكون مشابهة لأعمالك؟ أجول أصنع خيراً، أحبّ الناس جميعاً بل وأعدائي وأصلّي من أجلهم وأبيع كلّ ما أملك لأتفرّغ لأتبعك شرط أن يرى الناس أعمالي ليمجِّدونك يا قدّوس

يا ربّ يا سيّدي ومرشدي وقائدي أنت تعلم تماماً أنا لا أمتلك أيّ من هذه المواهب، أريد أن أتحدّث معك وأعرف لغة الملائكة والتسبيح لتكون دالّة قويّة بيني وبين القداسة والملائكه لأنّ هذه صفات الملائكة السمائيّين

أنت تعلم يا ربّ أنّ حياتي هنا على هذه الأرض حياة كسل وملل وضجر ولامبالاة خاطئاً ضالًّا

تائها في أودية العصيان زماناً طويلاً فيه تمرّرت وشعرت بشقاوتها ببُعدها عنك

يا ربّ، أنظر إلى هذه النفس الضائعة لأنّك لو أهملتها لهلكت

أنِر قلبي لأرى كم أخطأتُ وأسأتُ وتركتُ وأهمل

نَبِّه قلبي يا سيِّدي إلى نعمتك، إفتقدني بخلاصك كي أتذوَّق العشرة معك

إنّك لم تستنكف من دخول الأبرص لتشفيه فإسمح يا إلهي بالدخول إلى هذه النفس الضائعة لتطهِّرها

إنَّك يا سيِّدي لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك فلا تحرمني من الإقتراب منك وفهم مقاصد

إمنحني عزماً لأرجع إليك نادماً منكسراً تائبا وأعطني القوّة لعدم الرجوع لهذا الماضي الأليم

إجعلني غصناً يستمدّ عصارته من الكرمة فإذا إنفصل عنها موتاً يموت

يا ربّ، إذا كنتُ أنا نفسي متمرِّداً ولا أريدك لكنّك يا قدُّوس تريد خلاصي ومن أجله تنازلتَ من السماءِ لتُصلب وتعطيني قيمة لا أستحقُّها

يا ربّ أنت تعلم تماماً أنَّني لا أعرف ما هو الصالح لنفسي وما هو المفيد لي لأكسب الملكوت إن لم ترشدني وتدبِّر أمري فلا تتركني لمشورة نفسي ولا تدعني أجري حسب خططي وتدبيري بل كُنْ عوني ومتَّكلي وأستلم ذاتي تحت تدبير مشيئتك الصالحة

خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ