يا ربّ (الجزء الخامس)

لقد باركتَ طبيعتي البشريّة الفاسدة بتجسّدك يا إلهي القدّوس ونزلتَ من سمائِك لترفعني أنا من الأرض بطبيعة إلهيّة

إنّك يا إلهي لم تمسكني في خطاياي لتعاقبني عليها إنّما فتحتَ لي طريقاً للخلاص وللتوبة ليكون هناك فرحاً وتهليلاً بالسماء بتوبتي

لقد باركتَ يا ربّ جسدي الساقط الَّذي إشتهى الثمرة المحرّمة وأكل منها ليرتبط بالمادّة ومشتهياتها الَْتي لا تنتهي وخضع لها خضوعاً تامًّا ولكنَّك يا سيِّدي تريدني أن أمجِّدك بجسدي وروحي حتّى يصير جسدي هذا أداة لتمجيدك يا إلهي القدّوس

لقد كرَّمت جسدي هذا يا ربّ ليصير جسداً نورانيًّا روحانيًّا متجلِّياً بعد قيامته من الأموات في السماء مع القدّيسين والأبرار

لقد أعطيت يا ربّ قوّة لجسدي حتّى يغلب الشياطين بكلّ حيلهم بعد أن كانوا مفتخرين بإسقاط الكلّ لتحسّ الشياطين بفشلهم وعجزهم بعد تكريمي يا سيّدي

أعطيتني يا إلهي القوّة والثقة لأن أغلب العالم وأخرج الشياطين وأقيم الموتى من الموت الَّذي دخل إلى العالم بحسد إبليس

إنّ جسدي هذا الَّذي كان فاسداً لبس عدم الفساد وكان مائتاً

لبس عدم الموت بعد أن باركته يا سيّدي

لقد كنتَ ميِّتاً بالخطيئة لأنّ أجرة الخطيئة الموت ولكنَّك يا ربّ قد غفرتَ لي خطاياي لتقيمني من الموت

حقِّا يا ربّ لقد باركتَ طبيعتي فيك لتجدِّدني بطبيعة جديدة مؤهَّلة ليحلّ عليها الروح القدس لأنال قوّة تهابها الشياطين

لقد باركتَ يا ربّ طبيعتي فيك بالمعموديَّة والمسحة المقدَّسة وبالتناول من جسدك ودمك الطاهرين لأنال نعمة الثبات فيك وإنمو في القداسة

يا ربّ، أنا النفس الغالية عندك المباركة بطبيعتك الإلهيّة المقدّسة

مُدَّ يدك لتساعدني أن أحافظ على هذه النفس الَّتي وهبتني إيَّاها وإئتمنتني عليها ولا تسمح لها لأن تكون العوبة في أيادي الشياطين ليتسبّبوا في هلاكها وضياعها ولا تسمح يا إلهي القدّوس لأيَّة مشتهياتاً عالميّة زائلة فانية أن تفقدها نقاوتها

لتكن ذهباً خالصاً نقيًّا مثل منارة الذهب ومجمرة الذهب وتابوت العهد

ساعدني يا إلهي أصلِّي لكَ دوماً وترتفع صلاتي بنفساً متَّضِعة لتصعد لك برائحة بخّور ذكيَّة لتتنسَّم منها رائحة الرضا وتكون صلاتي حارَّة ذات صلة قويّة بالسماء والسمائيِّين

إجعل نفسي يا ربّ غالية عليك دوماً وغالية للكنيسة وللمجتمع ولكلِّ من حولي

يا ربّ يا إلهي يا سيِّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي

أرجوك، أتوسَّل إليك إجعل نفسي عندك غالية كنفوس آبائي القدّيسين السابقين كيوحنَّا المعمدان ويوحنَّا الحبيب وكنفوس الَّذين إستأمنتهم لرعاية شعبك

خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ