يا ربّ (الجزء السادس)

10/07/2023

سوف أخرج من هذا العالم بإرادتي قبل أن يخرجوني منه دون إرادة


أخرج منه حيًّا منتصراً لا ميتاً منهزماً


سوف ألتجاء إليك يا ربّ بحملي الثقيل حتّى تخفّف عنّي فأنا هنا في هذا العالم مضغوطاً من ثقل هذه الأحمال ملبِّياً نداءك تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم


سوف أترك هذا العالم بكلّ ما فيه فهو ماديًّا ترابيًّا زائلاً فانياً باحثاً عن عالمٍ آخر، عالم الباقيات الأبديَّات منتفضاً هذا التراب صاعداً إلى العلوّ متحدِّياً قوّة الجاذبيّة الأرضيّة


فأنت يا ربّ الَّذي قلتَ لي من يؤمن بي فالأعمال الَّتي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها وأنا قلبي مليء بالإيمان بك يا سيّدي وكما صعدتَ إلى السماء سوف أصعد أنا يا من وعدتني بأنَّك سوف تعدَّ لي منزلاً هناك لتقيمني معك في السماء


أستطيع كلَّ شيءٍ في المسيح الَّذي يقوّيني


أنت يا سيّدي حوّلتَ الطرسوسي ومنحتَ التوبة لأوغسطينوس وأعنت داود على جوليات واضعاً قوّتك اللامحدودة ومحبّتك في تغيير الأمور إلى أفضل


إعمل يا ربّ معي، إفعل معي خذني من سادوم وأخرجني منها فأهرب لحياتي لألّا أهلك


أخترق يا إلهي كلّ الأبواب المغلقة أمامي لأراك ونتحدّث سويًّا وتمنحني من بركاتك يا من باركت أبي إبراهيم باركني


ماذا تريد يا ربّ منِّي أن أفعل فالإرادة حاضرة عندي وسوف أتفرّغ لك تماماً يا سيِّدي وأنا الَّذي سوف يقرع لك حسب وعدك الصادق من يقبل إليك لا تخرجه خارجاً


سوف أترك هذا العالم زاحفاً إلى الملكوت للحياة والخلود لقيامتي من الموت لأورشليم السمائيَّة والعشرة مع القدّيسين والأبرار والملائكة ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال أحد مسكن الله القدّوس


من أنا يا ربّ حتّى تعطيني البنوّة فتدعوني إبناً لك وأيَّة محبَّة هذه حتّى تبذل نفسك لأجلي وتكلَّمت بنفسك مع الأنبياء بأنواعاً وطرقاً شتّى لتعلّمني طرقك وتفهمني سبلك وتنير بصيرتي حتّى لا أضلّ الطريق


لقد ربطت الأرض بالسماء يا سيّدي بالحبّ لتربطني أنا الأرضيّ بالسماء وتلتهب مشاعري نحو السماء بالحبّ


لنتَّحد سويًّا في الأبدية فأنت يا ربّ القادر أن تصنع في حياتي ما لم أستطيع أن أفعله طوال حياتي


سوف أترك هذا العالم فهو عالم المشغوليَّات والمتناقضات والمتاهات والتعقيدات واللامبادىء


عالم المادّة والمال والإغتناء والفناء


عالم الخطيئة والبعد عن الله


يا ربّ يا إلهي يا سيّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي


نفسي حزينة على نفسي الَّتي أضاعت حياتها جرياً وراء السراب ولقد طال إغترابي في أرضٍ خربةٍ مليئةٍ بالكآبة والأحزان


سوف أنسى الأمس واليوم وقد أنسى غداً ولكن كيف أنسى وأنا حياتي هنا مكبّدة بالغيوم كيف لي أن أنسى الربّ مصلوباً وأنا الصالب


سوف أترك هذا العالم ولن أتَّخذه موطناً وهو سوف لن يتَّخذني ولداً



خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ