يا ربّ (الجزء التاسع)
حبّك وحنانك ورقّة قلبك وحنوّك يا ربّ فاق كلّ تأمُّلاتي وأنا بضعف طبيعتي البشريّة المحدودة لن أستطيع الوصول إلى أعماقها ومقاصدها
حبّك هذا يا ربّ الَّذي إحتار في تفسيره علماء وفلاسفة الأرض العمالقة، حبّ من بذل نفسه لأجل خطأة مجرمين، حبّ من إرتبط قلبه بالحبّ بطبيعة من حبّ وتنازل من سماء المجد غير المدرك وإرتضى أن يولد في مزود بقر من البتول وإحتمل الصلب وقتل الموت بموته وأظهر القيامة بقيامته ليقيمني أنا من الموت لأحيا معه في النعيم
المجد لك في الأعالي يا ربِّي
أسبّحك وأباركك وإخدمك وأسجد معترفاً لك وأنطق بمجدك
يا سيّدي القدّوس يا ساكن السماء وناظر إليَّ أنا الأرضيّ المتواضع،
إليك يا ربّ رفعتُ نفسي، أظهر لي طرقك وعلّمني سبلك يا معلّمي
هبني من محبّتك ليفرح قلبي ويتهلّل لساني
هب لي قوّة أكون بها مؤيّداً داخل قلبي من كل إهتمامات العالم الباطلة ولا تدعني أجري وراء شهواتي ومتطلّعاتي بل أعصمني من الزلل وكن لي عوناً
سيّرني يا ربّ تحت إرادتك ولتبارك كلّ حواسي ومشاعري لتحيي قلبي وتيقظ ضميري وأضرم نار محبّتك بداخل قلبي
لتنعم عليَّ ببركاتك السماويّة
أنظر إليَّ يا إلهي من سمائك فأنا إبنك حبيبك الغالي عليك الَّذي ضلَّ وتاه في أودية العصيان زماناً طويلاً ولقد أعطيتني الفرص للتوبة الواحدة تلوى الأخرى وأنا بعد أخطىء، لم أتوب وأنت ما زلت في إنتظاري لأنّك لم تشاء هلاك
أعطيني يا ربّ نافذة من نور لتبدّد الظلمة الَّتي تكتنف نفسي الضائعه ولا رجاء لي في هذا العالم حتى لا أشقى
أسرع ولا تبطئ يا إلهي القدّوس حتّى لا يمرّ الهزيع الرابع من الليل وتضيع الفرصة
إفتح يا ربّ لي طاقة كما فتح أبي نوح في فلكه لتخرج الحمامة حاملة غصن الزيتون لتنشئ سلاماً بيني وبين السماء وإن كان موعد السماء لم يأتِ موعدها بعد فلتفتح لي إبواباً على الأرض لمعرفتك المعرفة الحق فيمتدّ حبّنا من الأرض حتّى السماء
خذني كما أنا يا إلهي القدّوس بكلّ عيوبي ونواقصي وضعفي وأنعم عليَّ بمواهبك وأعدني كما أعددت موسى النبيّ وإملاءني بروحك القدّوس
فتلهبني بمحبّتك لأنادي بإسمك في كلّ أقطار المسكونة
لقد منحتني يا إلهي الخلود والحياة الأبديّة بعد قيامة جسدي من الموت ووعدتني بالنعيم الأبديّ في عشرة معك ومع الملائكة فلِمَ أنا متمسِّكاً بأرضٍ وترابٍ وعالمٍ فانٍ وأفنيت فيه عمري سراباً
يا ربّ يا إلهي يا سيّدي يا معلّمي يا قائدي ومرشدي
أرجوك أتوسّل إليك أن تزرع في قلبي مشاعراً مقدّسة ليفرح بإحساس الوجود الدائم لحضرتك فرحاً لا يستطيع العالم ولا الأشياء الَّتي في العالم أن تبعثه في قلبي بل هو إحساساً روحانيًّا يختلف عن كلِّ أفراح العالميَّات فرح الحبّ الإلهيّ الَّذي يمسّ قلبي ليطهِّره من كلِّ شرٍّ وشبه شرٍّ مغنِّياً إغاني روحانيّة في طمأنينة وسلام
خادمة الربّ ن. غ