يا ربّ (الجزء الثالث)

إن لم تبني يا ربّ بيتي فباطلاً سوف أبنيه وإن لم تحرس قلبي يا سيّدي سوف أسهر دون حراسته

وحدي أنا يا ربّ لن أستطيع البناء والحراسة

فلتمدّ يدك يا إلهي القدّوس لتبني بيتي وتقدّسه وتحرسه

لقد فشلت كل محاولاتي، أحتاج إليك بشدّة يا سيّدي فإنّ كلّ قوّة ليس مصدرها أنت يا سيّدي هي قوّة باطلة ومصيرها إلى زوال

فلتشترك معي في العمل، لتشقّ لي طريقاً في البحر وتفجّر لي من الصخر ماءً

معونتي من عند الربّ الَّذي صنع السماء والأرض

أنا سوف لا أعتمد على ذراعي البشريّ وإعتبرني يا ربّ ميّتاً لا يقدر على إقامة نفسه ومثل الأبرص الَّذي لا يستطيع تطهير نفسه

كيف لي يا ربّ أن أبني بيتي بدونك فنحن في إتّحادٍ كالكرمة والغصن

إنّه الحبّ المنسكب فيَّ بالروح القدس عميقاً دائماً إلى المنتهى إتِّحاداً نابعاً من السماء متخطِّياً الزمن حتّى الأبديّة

ساعدني يا إلهي القدّوس بأن أنهي بيني وبين مرض السلطة والإنفراد بالعمل والبناء لوحدي دونك فأنا من يريد أن يسلّم نفسه دفعة كاملة ومرّة واحدة للروح مع تصميم على دفع تكلفته بالحبّ والتواري خلف الله لتظهر اعمال الله بوضوحاً فهو عملاً مشتركاً في سريَّة تامّة

ليكون حبّي وتسليمي شفاءاً لهذا الصراع

لا تجعلني سلبيِّا بالإستماع فقط لكلمتك يا ربّ بل منصتاً إيجابيًّا مستخدماً كلَّ حواسي ومشاعري متفاعلاً مع الكلمة عاملاً بها مطيعاً لأنَّ إبن الطاعة تحلُّ عليه البركة

يا ربّ أريد أن أعقد معك شراكة دائمة مقدّسة تحميها بأسواراً عالية من تدخّل عدوّ الخير

لنشترك سويًّا لنبني ويكون بناءنا شائقاً ثابتاً مؤسَّساً محروساً بعناية مقدّسة

أريد أن أجد نفسي فيك يا إلهي وليس في العالم ولي إسماً حيًّا عندك ويموت إسمي في العالم فأنا إبن السماء المتَّحد بروح السماء

ساعدني يا سيّدي أن أقوم بتعمّق أساساً قويًّا لعلاقتي بك ممتدَّة جذورها إلى الأعماق

ليرتفع بنائي الروحيٍ إلى أعنان السماء الثالثة ،إلى أورشليم السمائيّة مسكن الله

تعال يا ربّ وإبني معي هيكلك بيدك طوبة طوبة وتمزجها بِحُبِّك لتثبّتها وإحرسه بنفسك لأنّه إن لم يبني الربّ البيت فباطلاً يتعب البنَّاؤون، وإن لم يحرس الربّ المدينة تعباً يحرس الحرّاس

يا ربّ يا إلهي يا سيِّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي

أرجوك أتوسّل إليك قد لا تستطيع طبيعتي البشريّة أن تعمل وتبني ولكن أنا أؤمن بأنَّك يا ربّ قادر أن تعمل معي وكلّ شيءٍ مستطاعاً عندك ولا يستحيل عليك شيئًا

ها أنا واقفاً أمامك يا سيّدي يا أيُّها الفخّاريّ الأعظم فلتصنع منِّي إناءاً للكرامة وتملأه بروحك القدّوس وتحرسه أيّها الحارس الأمين

خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ